مــديـــريـــة الدريهمي - بقلم: محمد محمد عبدالله العرشي
المقدمة:
إن معرفتنا بتاريخ بلادنا وجغرافيتها يساعدنا على معرفة واقع مجتمعنا، ويجعلنا قادرين على حل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية، والتعرف على مكامن القوة والضعف فيها. وفي نفس الوقت سوف نتمكن من استغلال ثرواتنا الاقتصادية لتحقيق رفاهية اليمنيين، وأوجه نداءً لكل اليمنيين وعلى رأسهم السياسيين والمفكرين بأن يعملوا جميعاً على استغلال هذه الثروات بدلاً عن الصراعات السياسية، والتفكير في كيف نحكم بدلاً عن من يحكم. فيجب علينا نحن اليمنيون أن نعود إلى الاهتمام بالأرض والتفكير كيف نستغل ثرواتها الزراعية والحيوانية والاقتصادية فلقد حبانا الله ثروات طبيعية لا توجد في المحيط الإقليمي، وكفى إهدار طاقاتنا ودمائنا في الصراع، وها هي خيرات تهامة اليمن ومديرية الدريهمي أمامنا فلنسارع إلى إحياء جميع أراضيها وإلى تنمية زراعية شاملة تضمن لجميع أبناء اليمن حياة كريمة.
أخي القارئ الكريم ...
نتناول في هذا العدد مديرية الدريهمي، والدريهمي: تصغير درهم، بكسر الراء وفتح الميم وسكون النون. وهي تعتبر أحد مكونات محافظة الحديدة، وتقع في الجزء الغربي منها، وتطل على البحر الأحمر. يحدها من الشمال مديرية المراوعة، ومديرية الحوك من مدينة الحديدة، ومن الجنوب مديرية بيت الفقيه، ومن الشرق مديريات: السخنة والمراوعة وبيت الفقيه ومن الغرب البحر الأحمر. وتبلغ مساحتها 84كم2. وتضم (84) قرية موزعة على (9) عزل هي: ( بني مرسي، الحجبة السفلى، الحجبة العليا، الدريهمي، الزرانيق، المساعيد، المشاقلة، المفالسة، المنافرة).
وعند مرور المسافر من مدينة الحديدة إلى الدريهمي، يمر في الطريق وأشجار النخيل تظلله لمسافة طويلة، فتمتزج أمامه الطبيعة الخضراء مع صفاء مياه البحر، مروراً بالمملاح الذي تغطيه أسراب من الطيور البحرية. أليس هذا منظراً يسلب اللب ويشرح النفس فترى خضرة الأرض، وجمال صفاء البحر، وفي نفس الوقت ترى أسراب الطيور محلقة في السماء وكأنها تشاركك الفرحة والبهجة، بل وتسمع أصواتها وكأنها تغرد بأصواتها الشجية. وتعتبر مديرية الدريهمي أحد المراكز التقليدية الهامة لصناعة اللحافات الملونة، حيث يمارس سكانها الحياكة منذ أكثر من 150عاماً، ومن أهم الأنواع التي يتم حياكتها: – صناعتها – اللحاف، المعاوز، المفارش ... ويمارس سكانها وخاصة منهم على السواحل مهنة الصيد، وتنتشر صناعة الحبال (الخوص) في الدريهمي مستخدمين في ذلك عسف النخل وأوراق أشجار الدوم وهذه المهنة تمارسها النساء أكثر من الرجال. كما أن الدريهمي منطقة زراعية وأكثر مزروعاتها النخيل (أكثر من إثنى عشر صنفاً من التمور)، إضافة إلى زراعة الليمون، والمانجو، والموز، والحبحب (البطيخ)، والطماطم، والعديد من الخضروات والحبوب والفواكه، وفي أرضها عدد من المزارع التي تملكها بعض الأسر. وإذا كان لدينا في اليمن مايقرب من (300) مديرية كلها مليئة بالثروات الزراعية والسمكية والبترولية والمعدنية.. أليس من الواجب علينا نحن اليمنيون أن نحافظ على هذه الثروات بل ويجب علينا استغلالها واستثمارها لصالح اليمن ومستقبلها ونمو اقتصادها.
ومدينة الدريهمي تقع بوادي رمان، وتعرف بمدينة المقبول الأهدل الجد الرابع للسيد يحيى بن عمر بن عبدالقادر بن أحمد بن أبي بكر المقبول الأهدل الذي انتقل إلى زبيد بالقرن الحادي عشر الهجري، أختط الدريهمي علي بن أحمد بن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن عمر بن علي بن أبي بكر بن علي الأهدل المتوفى سنة 815هـ كما جاء في تحفة الدهر. ومدينة الدريهمي تقع بالقرب من ساحل البحر الأحمر، بالغرب الشمالي من بيت الفقيه بمسافة 35كم، والجنوبي من مدينة الحديدة على بعد حوالي (20كم)، وهي من أعمال بيت الفقيه ابن عجيل. ومن معالمها الآثرية: جامع الأهدل وبعض القلاع القديمة.
أخي القارئ الكريم ...
عند قرأتك لهذا المقال عن مديرية الدريهمي ستكتشف أنها أرض تبلغ مساحتها 84كم2 تجتمع يوجد فيها الثروة الزراعية والثروة السمكية والعديد من الشواطئ التي تعتبر من أجمل الشواطئ في الجزيرة العربية.
من أهم المعالم التاريخية والآثرية والسياحية في الدريهمي، هي:
• القلاع والحصون: نظراً لاحتلال مديرية الدريهمي موقعاً متميزاً على شاطئ البحر الأحمر فإن ذلك أكسبها أهمية إستراتيجية دفاعية، وبنيت هذه القلاع في فترات متعاقبة بدءاً من الدولة العثمانية التي شيدت العديد من القلاع لصد الهجمات البرتغالية والإيطالية والإنجليزية التي كانت تحاول احتلال الدريهمي والمناطق الساحلية، وقد أنشاء الإمام المرحوم يحيى بن حميد الدين بعض القلاع وذلك لصد هجمات قبائل الزرانيق عن منطقة الطائف بالدريهمي. فانتشرت فيها العديد من القلاع البحرية التاريخية كمنظومة متكاملة من التحصينات الدفاعية، وكان يراعى في بنائها أن تكون على ربوات عالية لتتحكم في الأرض المحيطة بها والمدن التي تشرف عليها كما كانت تتميز بتحصينها من الداخل والخارج، إلا أن العديد من تلك القلاع أصبحت مقفرة ومتصدعة وبها الكثير من الشقوق نتيجة الإهمال الذي تعانيه وبعض أجزاؤها مهدمة. ونأمل من المجلس المحلي لمحافظة الحديدة والمجلس المحلي لمديرية الدريهمي التعاون والتنسيق مع السلطة التنفيذية المركزية في العاصمة صنعاء للعمل على ترميم هذه القلاع باعتبارها آثار تاريخية وسياحية ترفد الاقتصاد القومي بالعملات الصعبة، وفي نفس الوقت ينعكس ذلك على مستوى دخل الفرد.
ومن أهم هذه القلاع:
1- قلعة الدريهمي: وهي قلعة أثرية قديمة تقع غرب مدينة الدريهمي وتبعد عن الحديدة بحوالي (20كيلومتراً)، يرجع تاريخ بناؤها الى فترة التواجد العثماني الأول في اليمن، وتستخدم حالياً مقراً لإدارة المديرية .
2- قلعة الطائف : تقع في منطقة الطائف جنوب غرب مدينة الدريهمي المشهورة باسم قلعة احمد فتيني جنيد، يرجع تاريخ بنائها إلى فترة التواجد العثماني لليمن, وتم تجديدها عام 1341هـ وتتميز بضخامة مبانيها ومرافقها، تحتوي على طابقين من الجهة الشمالية والشرقية وثلاثة طوابق من الجه الغربية ولها بوابة كبيرة من الجنوب، ويوجد بها المدفع التركي وهو أحد الآثار القديمة الموجودة فيها، وهي من أجمل وأقرب القلاع الموجودة في الدريهمي، كما تمتاز بقربها من شاطئ الطائف.
3- قلعة قضبة (قضية) : تقع في منطقة قضبة على الطريق الى مدينة الدريهمي، وتعود إلى فترة التواجد العثماني الثاني في اليمن، تم تشييدها في حقب تاريخية مختلفة، وكان أخر تجديد لها أيام حكم الإمام المرحوم يحيى بن محمد حميد الدين سنة 1347هـ أبان حربه مع قبيلة الزرانيق، فبنيت بمواد بناء محلية وذلك باستخدام الطوب الأحمر المحروق – الآجر – ومسقوفة بجذوع الأشجار، ما ميزها بطراز معماري فريد.
• جامع السيد " علي بن المقبول": بُني الجامع في أواخر ( القرن الثامن الهجري)، قام بتأسيسه السيد"علي بن المقبول الأهدل"، ويبلغ طول الجامع حوالي (100متر) وعرضه حوالي (50 متر)، والجامع مبني من الآجر، وتوجد للجامع تسع قباب، ويعتبر الجامع من المساجد التاريخية القديمة التي تتميز بطرازها المعماري القديم.
• شواطئ مديرية الدريهمي: تمتلك الدريهمي ساحلاً يمتد لأكثر من 15كم، وشواطئ مديرية الدريهمي من الشمال إلى الجنوب هي: (شاطئ القضبة، شاطئ رمال، شاطئ الطايف)، وتعد بحق من أجمل شواطئ اليمن، حيث تظلل شواطئها غابات من النخيل، فقد يسير فيها الراحل بضع كيلومترات وغابات أشجار النخيل تظلله، ويوجد في منطقة الدريهمي حوالي مليون شجرة نخيل، وتمتاز مساكن سكانها بأنها أكواخ العشش المخروطي، المعمورة بمواد محلية من نفس بيئتها، ومعظم شواطئها تقع على مصبات الأودية مثل وادي رمان – رمال –وتمتاز شواطئها بكثبان رملية ناعمة، إضافة إلى أسراب الطيور البحرية التي تغطي سماءها، إلا أن المنطقة تعاني من عدم توفر خدمات البنية التحتية وخدمات البنية الفوقية المساعدة إضافة إلى قصور في الترويج السياحي.
• مهرجان جني التمور (مهرجان الخُمس): يقام هذا المهرجان في شهر أغسطس من كل عام في منطقة الدريهمي بقرى الشجيرة وفي قرية الخمس قبيل الانتهاء من موسم جني التمور وهو عبارة عن احتفالات ومهرجانات شعبية كبيرة تتميز بالرقصات الشعبية والسباقات الرياضية مثل سباق الهجن وسباق الخيول والقفز من على الجمال وسباقات المسافات المختلفة، يرتاده العديد من سكان مدينة الحديدة يتسابقون في الوصول إليه، كما تتواجد للضيوف العديد من مساكن الإيواء من أكواخ العشش المخروطية المعدة لهذا الغرض.
وكانت الدريهمي هجرة علم، وقدذكر المرحوم القاضي إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) أن الدريهمي: بلدة عامرة من قرى وادي رِمال في بلاد الجحبا، تقع إلى الجنوب من مدينة الحديدة على مسافة 22كم، وهي من أعمال بيت الفقيه أختطها علي بن أبي بكر مقبول بن أحمد بن يحيى بن إبراهيم الأهدل. وقد ترجم لـ(4) أعلام من أعلامها.
من أعلام الدريهمي المعاصرين: أنجبت مدينة الدريهمي كثيراً من العلماء منذ نشأتها، إضافة إلى من سكنها من العلماء،الذين جاءوا – على صدى صيتها – ليتلقوا العلم من علمائها ويعلموا أجيالها، ونحن هنا نورد بعضاً منهم:
- يحيى بن عمر مقبول الأهدل: الضرير المتوفى 20ربيع الأول سنة 1394هـ، من أعلام المائة الرابعة عشر، وهو ممن سكن الدريهمي من أهل الضحي، وهو عالم حافظ للقرآن، له مشاركة في الفقه والنحو. وكان عالماً أصولياً أنجب كثيراً من التلاميذ وكان يتردد بين الحديدة والدريهمي ويستقر بمنزل محمد عبدالله عامو ويدرس فيه، وله عدة مؤلفات منها: (المقاصد النحوية شرح الأنمرطية في النحو، نور العيون قراءة نافع برواية ورش وقالون)، وله عدة رسائل وكتب مخطوطة لم تطبع، وممن أخذ عنه القاضي محمد عبدالله عامو وجماعة من طلاب العلم. ألف قصيدة جمع فيها أسماء سور القرآن الكريم.
- عبدالله بن إبراهيم بن عبدالله الضحوي: عالم خطيب، شاعر، فقيه وأديب حلو المذاكرة مرن خفيف الروح سريع الحفظ والبديهة حافظ لطرائف من النوادر والأشعار. من مواليد الحديدة سنة 1360هـ، تعلم بمدارسها ثم أخذ عن علمائها. اشتغل بالتدريس في المدارس الحكومية في الحديدة، ثم عين عضواً في مجلس الشعب التأسيسي وكان مقرراً للجنة تقنين أحكام الشريعة الإسلامية، وكان يشارك في بعثة الحج لسنوات مرشداً وواعظاً. وقد قدم في قناة السعيدة الفضائية عدة حلقات عن الأدب والتاريخ. ومن شعره بمناسبة قدوم العام الهجري سنة 1406هـ:
أيها المسلمون ها قد بعدنا
وغدونا عن الهدى في ميول
وقعدنا عن الجهاد ملالا
لايحب الرحمن أي ملول
وأخذنا القشور من ديننا الحق
وحِدنا عن اللباب الأصيل
بردت تلكم الحمية فينا
فبقينا كعشبة في مسيل
إن معرفتنا بتاريخ بلادنا وجغرافيتها يساعدنا على معرفة واقع مجتمعنا، ويجعلنا قادرين على حل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية، والتعرف على مكامن القوة والضعف فيها. وفي نفس الوقت سوف نتمكن من استغلال ثرواتنا الاقتصادية لتحقيق رفاهية اليمنيين، وأوجه نداءً لكل اليمنيين وعلى رأسهم السياسيين والمفكرين بأن يعملوا جميعاً على استغلال هذه الثروات بدلاً عن الصراعات السياسية، والتفكير في كيف نحكم بدلاً عن من يحكم. فيجب علينا نحن اليمنيون أن نعود إلى الاهتمام بالأرض والتفكير كيف نستغل ثرواتها الزراعية والحيوانية والاقتصادية فلقد حبانا الله ثروات طبيعية لا توجد في المحيط الإقليمي، وكفى إهدار طاقاتنا ودمائنا في الصراع، وها هي خيرات تهامة اليمن ومديرية الدريهمي أمامنا فلنسارع إلى إحياء جميع أراضيها وإلى تنمية زراعية شاملة تضمن لجميع أبناء اليمن حياة كريمة.
أخي القارئ الكريم ...
نتناول في هذا العدد مديرية الدريهمي، والدريهمي: تصغير درهم، بكسر الراء وفتح الميم وسكون النون. وهي تعتبر أحد مكونات محافظة الحديدة، وتقع في الجزء الغربي منها، وتطل على البحر الأحمر. يحدها من الشمال مديرية المراوعة، ومديرية الحوك من مدينة الحديدة، ومن الجنوب مديرية بيت الفقيه، ومن الشرق مديريات: السخنة والمراوعة وبيت الفقيه ومن الغرب البحر الأحمر. وتبلغ مساحتها 84كم2. وتضم (84) قرية موزعة على (9) عزل هي: ( بني مرسي، الحجبة السفلى، الحجبة العليا، الدريهمي، الزرانيق، المساعيد، المشاقلة، المفالسة، المنافرة).
وعند مرور المسافر من مدينة الحديدة إلى الدريهمي، يمر في الطريق وأشجار النخيل تظلله لمسافة طويلة، فتمتزج أمامه الطبيعة الخضراء مع صفاء مياه البحر، مروراً بالمملاح الذي تغطيه أسراب من الطيور البحرية. أليس هذا منظراً يسلب اللب ويشرح النفس فترى خضرة الأرض، وجمال صفاء البحر، وفي نفس الوقت ترى أسراب الطيور محلقة في السماء وكأنها تشاركك الفرحة والبهجة، بل وتسمع أصواتها وكأنها تغرد بأصواتها الشجية. وتعتبر مديرية الدريهمي أحد المراكز التقليدية الهامة لصناعة اللحافات الملونة، حيث يمارس سكانها الحياكة منذ أكثر من 150عاماً، ومن أهم الأنواع التي يتم حياكتها: – صناعتها – اللحاف، المعاوز، المفارش ... ويمارس سكانها وخاصة منهم على السواحل مهنة الصيد، وتنتشر صناعة الحبال (الخوص) في الدريهمي مستخدمين في ذلك عسف النخل وأوراق أشجار الدوم وهذه المهنة تمارسها النساء أكثر من الرجال. كما أن الدريهمي منطقة زراعية وأكثر مزروعاتها النخيل (أكثر من إثنى عشر صنفاً من التمور)، إضافة إلى زراعة الليمون، والمانجو، والموز، والحبحب (البطيخ)، والطماطم، والعديد من الخضروات والحبوب والفواكه، وفي أرضها عدد من المزارع التي تملكها بعض الأسر. وإذا كان لدينا في اليمن مايقرب من (300) مديرية كلها مليئة بالثروات الزراعية والسمكية والبترولية والمعدنية.. أليس من الواجب علينا نحن اليمنيون أن نحافظ على هذه الثروات بل ويجب علينا استغلالها واستثمارها لصالح اليمن ومستقبلها ونمو اقتصادها.
ومدينة الدريهمي تقع بوادي رمان، وتعرف بمدينة المقبول الأهدل الجد الرابع للسيد يحيى بن عمر بن عبدالقادر بن أحمد بن أبي بكر المقبول الأهدل الذي انتقل إلى زبيد بالقرن الحادي عشر الهجري، أختط الدريهمي علي بن أحمد بن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن عمر بن علي بن أبي بكر بن علي الأهدل المتوفى سنة 815هـ كما جاء في تحفة الدهر. ومدينة الدريهمي تقع بالقرب من ساحل البحر الأحمر، بالغرب الشمالي من بيت الفقيه بمسافة 35كم، والجنوبي من مدينة الحديدة على بعد حوالي (20كم)، وهي من أعمال بيت الفقيه ابن عجيل. ومن معالمها الآثرية: جامع الأهدل وبعض القلاع القديمة.
أخي القارئ الكريم ...
عند قرأتك لهذا المقال عن مديرية الدريهمي ستكتشف أنها أرض تبلغ مساحتها 84كم2 تجتمع يوجد فيها الثروة الزراعية والثروة السمكية والعديد من الشواطئ التي تعتبر من أجمل الشواطئ في الجزيرة العربية.
من أهم المعالم التاريخية والآثرية والسياحية في الدريهمي، هي:
• القلاع والحصون: نظراً لاحتلال مديرية الدريهمي موقعاً متميزاً على شاطئ البحر الأحمر فإن ذلك أكسبها أهمية إستراتيجية دفاعية، وبنيت هذه القلاع في فترات متعاقبة بدءاً من الدولة العثمانية التي شيدت العديد من القلاع لصد الهجمات البرتغالية والإيطالية والإنجليزية التي كانت تحاول احتلال الدريهمي والمناطق الساحلية، وقد أنشاء الإمام المرحوم يحيى بن حميد الدين بعض القلاع وذلك لصد هجمات قبائل الزرانيق عن منطقة الطائف بالدريهمي. فانتشرت فيها العديد من القلاع البحرية التاريخية كمنظومة متكاملة من التحصينات الدفاعية، وكان يراعى في بنائها أن تكون على ربوات عالية لتتحكم في الأرض المحيطة بها والمدن التي تشرف عليها كما كانت تتميز بتحصينها من الداخل والخارج، إلا أن العديد من تلك القلاع أصبحت مقفرة ومتصدعة وبها الكثير من الشقوق نتيجة الإهمال الذي تعانيه وبعض أجزاؤها مهدمة. ونأمل من المجلس المحلي لمحافظة الحديدة والمجلس المحلي لمديرية الدريهمي التعاون والتنسيق مع السلطة التنفيذية المركزية في العاصمة صنعاء للعمل على ترميم هذه القلاع باعتبارها آثار تاريخية وسياحية ترفد الاقتصاد القومي بالعملات الصعبة، وفي نفس الوقت ينعكس ذلك على مستوى دخل الفرد.
ومن أهم هذه القلاع:
1- قلعة الدريهمي: وهي قلعة أثرية قديمة تقع غرب مدينة الدريهمي وتبعد عن الحديدة بحوالي (20كيلومتراً)، يرجع تاريخ بناؤها الى فترة التواجد العثماني الأول في اليمن، وتستخدم حالياً مقراً لإدارة المديرية .
2- قلعة الطائف : تقع في منطقة الطائف جنوب غرب مدينة الدريهمي المشهورة باسم قلعة احمد فتيني جنيد، يرجع تاريخ بنائها إلى فترة التواجد العثماني لليمن, وتم تجديدها عام 1341هـ وتتميز بضخامة مبانيها ومرافقها، تحتوي على طابقين من الجهة الشمالية والشرقية وثلاثة طوابق من الجه الغربية ولها بوابة كبيرة من الجنوب، ويوجد بها المدفع التركي وهو أحد الآثار القديمة الموجودة فيها، وهي من أجمل وأقرب القلاع الموجودة في الدريهمي، كما تمتاز بقربها من شاطئ الطائف.
3- قلعة قضبة (قضية) : تقع في منطقة قضبة على الطريق الى مدينة الدريهمي، وتعود إلى فترة التواجد العثماني الثاني في اليمن، تم تشييدها في حقب تاريخية مختلفة، وكان أخر تجديد لها أيام حكم الإمام المرحوم يحيى بن محمد حميد الدين سنة 1347هـ أبان حربه مع قبيلة الزرانيق، فبنيت بمواد بناء محلية وذلك باستخدام الطوب الأحمر المحروق – الآجر – ومسقوفة بجذوع الأشجار، ما ميزها بطراز معماري فريد.
• جامع السيد " علي بن المقبول": بُني الجامع في أواخر ( القرن الثامن الهجري)، قام بتأسيسه السيد"علي بن المقبول الأهدل"، ويبلغ طول الجامع حوالي (100متر) وعرضه حوالي (50 متر)، والجامع مبني من الآجر، وتوجد للجامع تسع قباب، ويعتبر الجامع من المساجد التاريخية القديمة التي تتميز بطرازها المعماري القديم.
• شواطئ مديرية الدريهمي: تمتلك الدريهمي ساحلاً يمتد لأكثر من 15كم، وشواطئ مديرية الدريهمي من الشمال إلى الجنوب هي: (شاطئ القضبة، شاطئ رمال، شاطئ الطايف)، وتعد بحق من أجمل شواطئ اليمن، حيث تظلل شواطئها غابات من النخيل، فقد يسير فيها الراحل بضع كيلومترات وغابات أشجار النخيل تظلله، ويوجد في منطقة الدريهمي حوالي مليون شجرة نخيل، وتمتاز مساكن سكانها بأنها أكواخ العشش المخروطي، المعمورة بمواد محلية من نفس بيئتها، ومعظم شواطئها تقع على مصبات الأودية مثل وادي رمان – رمال –وتمتاز شواطئها بكثبان رملية ناعمة، إضافة إلى أسراب الطيور البحرية التي تغطي سماءها، إلا أن المنطقة تعاني من عدم توفر خدمات البنية التحتية وخدمات البنية الفوقية المساعدة إضافة إلى قصور في الترويج السياحي.
• مهرجان جني التمور (مهرجان الخُمس): يقام هذا المهرجان في شهر أغسطس من كل عام في منطقة الدريهمي بقرى الشجيرة وفي قرية الخمس قبيل الانتهاء من موسم جني التمور وهو عبارة عن احتفالات ومهرجانات شعبية كبيرة تتميز بالرقصات الشعبية والسباقات الرياضية مثل سباق الهجن وسباق الخيول والقفز من على الجمال وسباقات المسافات المختلفة، يرتاده العديد من سكان مدينة الحديدة يتسابقون في الوصول إليه، كما تتواجد للضيوف العديد من مساكن الإيواء من أكواخ العشش المخروطية المعدة لهذا الغرض.
وكانت الدريهمي هجرة علم، وقدذكر المرحوم القاضي إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) أن الدريهمي: بلدة عامرة من قرى وادي رِمال في بلاد الجحبا، تقع إلى الجنوب من مدينة الحديدة على مسافة 22كم، وهي من أعمال بيت الفقيه أختطها علي بن أبي بكر مقبول بن أحمد بن يحيى بن إبراهيم الأهدل. وقد ترجم لـ(4) أعلام من أعلامها.
من أعلام الدريهمي المعاصرين: أنجبت مدينة الدريهمي كثيراً من العلماء منذ نشأتها، إضافة إلى من سكنها من العلماء،الذين جاءوا – على صدى صيتها – ليتلقوا العلم من علمائها ويعلموا أجيالها، ونحن هنا نورد بعضاً منهم:
- يحيى بن عمر مقبول الأهدل: الضرير المتوفى 20ربيع الأول سنة 1394هـ، من أعلام المائة الرابعة عشر، وهو ممن سكن الدريهمي من أهل الضحي، وهو عالم حافظ للقرآن، له مشاركة في الفقه والنحو. وكان عالماً أصولياً أنجب كثيراً من التلاميذ وكان يتردد بين الحديدة والدريهمي ويستقر بمنزل محمد عبدالله عامو ويدرس فيه، وله عدة مؤلفات منها: (المقاصد النحوية شرح الأنمرطية في النحو، نور العيون قراءة نافع برواية ورش وقالون)، وله عدة رسائل وكتب مخطوطة لم تطبع، وممن أخذ عنه القاضي محمد عبدالله عامو وجماعة من طلاب العلم. ألف قصيدة جمع فيها أسماء سور القرآن الكريم.
- عبدالله بن إبراهيم بن عبدالله الضحوي: عالم خطيب، شاعر، فقيه وأديب حلو المذاكرة مرن خفيف الروح سريع الحفظ والبديهة حافظ لطرائف من النوادر والأشعار. من مواليد الحديدة سنة 1360هـ، تعلم بمدارسها ثم أخذ عن علمائها. اشتغل بالتدريس في المدارس الحكومية في الحديدة، ثم عين عضواً في مجلس الشعب التأسيسي وكان مقرراً للجنة تقنين أحكام الشريعة الإسلامية، وكان يشارك في بعثة الحج لسنوات مرشداً وواعظاً. وقد قدم في قناة السعيدة الفضائية عدة حلقات عن الأدب والتاريخ. ومن شعره بمناسبة قدوم العام الهجري سنة 1406هـ:
أيها المسلمون ها قد بعدنا
وغدونا عن الهدى في ميول
وقعدنا عن الجهاد ملالا
لايحب الرحمن أي ملول
وأخذنا القشور من ديننا الحق
وحِدنا عن اللباب الأصيل
بردت تلكم الحمية فينا
فبقينا كعشبة في مسيل
ومن أهم المراجع التي رجعنا إليها عند إعداد هذا المقال:
(صفة جزيرة العرب/ للهمداني)،(الموسوعة اليمنية/الطبعة الثانية)،(مجموع بلدان اليمن وقبائلها/ للعلامة المرحوم محمد الحجري)، (معجم البلدان والقبائل اليمنية/للباحث الكبير الأستاذ/ إبراهيم بن أحمد المقحفي/ طبعة2011م)،(الموسوعة السكانية/للدكتور محمد علي عثمان المخلافي)،(نتائج المسح السياحي)، (نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2004م)، (هجر العلم ومعاقله في اليمن/ للمرحوم القاضي إسماعيل بن علي الأكوع)، (اليمن الكبرى/للمرحوم العلامة حسين بن علي الويسي)، (تهامة في التاريخ/ للمؤرخ عبدالرحمن عبدالله الحضرمي/ طباعة المعهد الفرنسي للآثار، والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى)، (موسوعة القلاع والحصون في اليمن/ للباحث محمد سعد الغراسي "كتاب تحت الطبع")، (الموقع الرسمي لمحافظة الحديدة على الإنترنت/www.hod.gov.ye)، (موقع خاص عن محافظة الحديدة/www.hodaidah.com).
(صفة جزيرة العرب/ للهمداني)،(الموسوعة اليمنية/الطبعة الثانية)،(مجموع بلدان اليمن وقبائلها/ للعلامة المرحوم محمد الحجري)، (معجم البلدان والقبائل اليمنية/للباحث الكبير الأستاذ/ إبراهيم بن أحمد المقحفي/ طبعة2011م)،(الموسوعة السكانية/للدكتور محمد علي عثمان المخلافي)،(نتائج المسح السياحي)، (نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2004م)، (هجر العلم ومعاقله في اليمن/ للمرحوم القاضي إسماعيل بن علي الأكوع)، (اليمن الكبرى/للمرحوم العلامة حسين بن علي الويسي)، (تهامة في التاريخ/ للمؤرخ عبدالرحمن عبدالله الحضرمي/ طباعة المعهد الفرنسي للآثار، والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى)، (موسوعة القلاع والحصون في اليمن/ للباحث محمد سعد الغراسي "كتاب تحت الطبع")، (الموقع الرسمي لمحافظة الحديدة على الإنترنت/www.hod.gov.ye)، (موقع خاص عن محافظة الحديدة/www.hodaidah.com).
تعليقات
إرسال تعليق